روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات تربوية واجتماعية | حبيب بلا تضحيات!!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة


  حبيب بلا تضحيات!!
     عدد مرات المشاهدة: 4810        عدد مرات الإرسال: 0

[] الإســتشارة:

أنا فتاة في 17 من عمري أحب فتى في 20 من العمر وهو أيضا يخبرني كثيرا أنه يحبني وهو الان يعمل في يملكه ابوه لكنه لا يتصل بي وحجته انه لا يملك رصيد كما إني أنا دائما أبحث عنه واسأل عنه وهو لا.

لكني إحبه لدرجة إنني لا أنتبه لهذه الامور الا بعد مرور وقت عليها ابدأ بتحليل ما حصل فأكتشف انه لا يجهد نفسه كي يتصل بي حتى إنني لا أستلم من عنده ولو رسالة لكني إحبه ولا اريد ان أخسره حتى انا عندي ظروف مادية صعبية لكني اضحي واعاني لاسمع ولو كلمة من عنده.

أرجوكم إنصحوني ماذا افعل؟؟؟؟ والذي يقلقني أكثر انني إسمع ما يخطط له من عند أصدقائه وصديقتي لا من عنده فما هو العمل في هذه المشكلة المعقدة إنصحوني أرجوكم.

* رد المستشار: أ. عادل عبد الله هندي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أختي السائلة الكريمة: فتاة الإسلام الطيبة، يا سليلة عائشة الطاهرة: أحمد الله إليك، وأسأله سبحانه أن يحفظك من شياطين الإنس والجن، وأن يمنحك الإستقرار النفسي والعاطفي وأن يحفظك من كل سوء.

وبعد:

فلقد قرأت رسالتك التي أعتقد أنك كتبتها بقلبك وليس بيدك وتعبيرات لسانك، فكم أشعر بالألم الذي يعتصر قلب كل فتاة تهفو نفسها لفتى أحلامها، وليس عيبًا أن تحلم الفتاة المسلمة بشاب صالح محترم يقودها إلى برّ الأمان العاطفي والأسري عن طريق الزواج الشرعي المحترم، غير أني للأسف الشديد شممت من رسالتك رائحة الإستهانة بنفسك وبرغباتك الشخصية، وبتحليل بسيط لرسالتك إكتشفت الآتي:

1= أنك تحبين هذا الشخص وهو لا يبادلك هذه المحبة -حسب كلامك.

2= تقبلين التضحية لكن لا تجدينها منه.

3= سنك 17 سنة ومعناه أن لديك طموحات أخرى.

4= غياب الناصح الأمين في حياتك وإستسلامك للهوى والعاطفة.

5= إهتمامك الزائد به، دون إهتمام بحياتك الشخصية والعلمية.

6= سيرك خلف العاطفة القلبية ونسيانك ضرورة إستخدام العقل في مثل هذه الأمور.

ولذا أنصحك بالتالي:

*أولا: عليك بتحديد أولويات حياتك الآن، خاصة في عمرك الشبابي الذي يؤهلك لأن تكوني مرغوبة لا راغبة فحسب، ومطلوبة لا طالبة فقط، فأين إهتمامك بالتعليم والتحصيل العلمي وأين موقعك في المجتمع الذي تعيشين فيه؟ أنا فقط أحاول تحفيز همتك، فلا شك أنّك صاحبة طاقة فعّالة لاحظتها في عاطفتك المشتعلة نحو الآخرين، فلا تقللي من شأنك ولا أحلامك وبادري إلى تحقيقها ولكن بعد أن تمسكي ورقة وقلما وتكتبين أولويات حياتك الآن، مثلا: التعليم والحصول على شهادة + العمل الخيري + الزواج +...... الخ، كوني واضحة أمام نفسك.

*ثانيًا: عليك بأن تحيي في الحقيقة وليس في الوهم، وأقصد بذلك: قد يكون ما تعيشينه الآن وهمًا بأنّ شخصًا يبادلك المحبة، وتبررين له غفلته عنك بأي شيء لمجرد وهم تعيشين فيه، أعتقد أن كلامي قد يكون قاسيًا، لكن مطلوب في الوقت المناسب أن يكون الكلام على قدر الحدث، والمستشار مؤتمن، فإحمدي الله أنك ما زلت في بداية الطريق ولم تستسلمي للأوهام، وترمي بنفسك في مهاوي الشيطان.

*ثالثا: إحرصي على الرفقة الصالحة والطيبة من صديقاتك وأهلك، فالمرء على دين خليله، والفراغ قاتل لمثلك من بنات المسلمين، ولا تحرمي نفسك من مشورتهم وفقا لخبراتهم في الحياة ومستواهم الثقافي والعلمي، ولا مانع من التواصل مع الموقع لتبلغينا بكل جديد، والمستشار مؤتمن.

*رابعا: ضعي شروطًا وصفاتٍ لزوج المستقبل، لا تتعلقي بالشكل فحسب، ولكن إجعلي طموحاتك أعلى، بزوج صالح متدين، خلوق، عاطفي، يهتم بك وبالمستقبل وبأبنائكما إن شاء الله تعالى، وأطمئنك أن هذه الفترة طبيعية جدا في مثل مستواك العمري والنوعي، وستمر هذه المرحلة وستذكرينها يومًا وتقولين وقتها: الحمد لله على الإستشارة، فعليك بوضع صفات لزوجك الذي تريدين، ووقتا للزواج مناسبًا لك ولأهلك، وعليه يكون إختيارك للزوج.

*خامسًا: ألجمي نزوات عواطفك بنظرات عقلك، فلا بد من التوازن بين العقل والعاطفة، لا تتصرفي تصرفا بناء على عاطفتك فقط، بل إجعلي لعقلك نصيبًا من الإختيار والقرار، وإلا كانت إختياراتك خاطئة، بمعنى: إفرضي لو أنك سرت خلف هذا الشاب بالعاطفة ونسيت أن العقل يقول: إنتبهي فالوقت والظروف والشاب غير مناسب في الأساس...

*سادسًا: إستعيني بالله وأكثري من الدعاء واللجوء إليه، وإجعلي طموحاتك أكبر من هذا، ولا يعني كلامك كبت العاطفة أو منعها عن حقها، ولكن حددي أولوياتك الآن، وإن كان ولا بدّ من هذا الشاب، بعد إستخارة الله، وإستشارتنا، أقول: عليك من التأكد من صدق مشاعر هذا الشاب نحوك، وإلا فإخلعي هذا الموضوع الآن على الأقل من ذهنك، وخذي بنصيحة تحديد صفات مجردة من العاطفة لزوج المستقبل، فإن تأكدت من مشاعره نحوك، ومبادلته لك، فعليك بالسير في الطريق الصحيح، أكملي تعليمك، وليتقدم إن كان يستطيع قيادة وفتح بيت جديد، يتقدّم لأهلك، فإن لم يكن، فلا تبك على اللبن المسكوب، وإصنعي من هذه المحنة منحة، وكوني أكبر من العاطفة، وإجعلي نفسك في مصاف الصالحات اللاتي يرغبن فيمن يرغب فيهن، لا فيمن يرغب عنهن.

وإعلمي أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأنّ الله لن يخذلك، وسترزقين قريبا بإذن الله تعالى، بالزوج الذي يرضي عقلك وعاطفتك معا، والله المستعان.

أسأل الله تعالى أن يهديك لأرشد الطرق، وأقوم السبل، وأن يحفظك وأهلك وزوج المستقبل لك من كل سوء.

المصدر: موقع المستشار.